- 71 زيارات
هكذا بدأت طفولتها ، وبالتحديد في أوائل المرحلة الإبتدائية .
كانوا ينتقدون هذه الأم في محاولاتها المستميتة من أجل أن تلتحق طفلتها المعاقة التي تحبو على الأرض في المدرسة مثل أقرانها ؛ كيف تدرس ؟ ماذا ستستفيد ؟ من سيكون معها يصعد وينزل بها في زمن كان المعاق فيه مكانه البيت ولا غيره .
فأصرت هذه الأم حتى نجحت في تسجيلها في المدرسة بالصف الأول الإبتدائي بعد تأخرها عام دراسي كامل ضاع في مطاردات بين الدوائر الحكومية ومراكز قياس الذكاء .
بدأت صباحها الأول في المدرسة برفقة والدتها التي كانت ترافقها من الصباح وحتى الظهر تصعد وتنزل بها سلالم المدرسة وكلها سعادة وفرح ومتعة ؛ فلقد أصبحت طفلتها تكتب وتقرأ لها الجريدة وفاتورة الكهرباء وأي عنوان مكتوب لها .
أمضت معها سنتان ومع ضيق ذات اليد والحالة المادية الصعبة لعدم قدرتها توفير كرسي متحرك عملت فراشة ( مستخدمة ) في نفس المدرسة لتكون قريبة من ابنتها وفي نفس الوقت تكتسب ما يسد حاجة الأسرة مادياً بمبلغ زهيد تجمعه لها المعلمات كل نهاية شهر .
لُقِبت هذه الطفلة بــ ( بنت الخالة )
لفتت نظر معلماتها ومديرتها بذكائها وتفوقها ؛ فكنَّ في كل مناسبة يطلبن تكريم ( بنت الخالة ) وأصبح لقب ( بنت الخالة ) بديل عن اسمها ، حتى الطالبات اذا تحدثن قلن ( بنت الخالة ، دفتر بنت الخالة ، كتاب بنت الخالة ، فسحة بنت الخالة ) .
استمرت الخالة مع ابنتها في المرحلة الابتدائية وانتقلت بتعاون المديرة معها للمرحلة المتوسطة ثم الثانوية .
انتقلت للجامعة وبدأ الوهن والتعب وكبر السن على الخالة فأحضرت لها مرافقة ترافقها في الجامعة حتى تخرجت وحصلت على درجة البكالوريوس .
أصبحت ( بنت الخالة ) معلمة وزوجة وهاهي الآن عضوة في جمعية الإرادة للموهوبين . الآن تلتقي بصديقات الطفولة وبعض معلماتها فتتذكر تلك الأيام الجميلة