بواسطة ftto1313 في ثلاثاء, 09/12/2023 - 01:20 time
الصورة
فصل دراسي

هكذا بدأت طفولتها ، وبالتحديد في أوائل المرحلة الإبتدائية . 

كانوا ينتقدون هذه الأم في محاولاتها المستميتة من أجل أن تلتحق طفلتها المعاقة التي تحبو على الأرض في المدرسة مثل أقرانها ؛ كيف تدرس ؟ ماذا ستستفيد ؟ من سيكون معها يصعد وينزل بها في زمن كان المعاق فيه مكانه البيت ولا غيره .

فأصرت هذه الأم حتى نجحت في تسجيلها في المدرسة بالصف الأول الإبتدائي بعد تأخرها عام دراسي كامل ضاع في مطاردات بين الدوائر الحكومية ومراكز قياس الذكاء .

 بدأت صباحها الأول في المدرسة برفقة والدتها التي كانت ترافقها من الصباح وحتى الظهر تصعد وتنزل بها سلالم المدرسة وكلها سعادة وفرح ومتعة ؛ فلقد أصبحت طفلتها تكتب وتقرأ لها الجريدة وفاتورة الكهرباء وأي عنوان مكتوب لها . 

أمضت معها سنتان ومع ضيق ذات اليد والحالة المادية الصعبة لعدم قدرتها توفير كرسي متحرك عملت فراشة ( مستخدمة ) في نفس المدرسة لتكون قريبة من ابنتها وفي نفس الوقت تكتسب ما يسد حاجة الأسرة مادياً بمبلغ زهيد تجمعه لها المعلمات كل نهاية شهر .

لُقِبت هذه الطفلة بــ ( بنت الخالة ) 

لفتت نظر معلماتها ومديرتها بذكائها وتفوقها ؛ فكنَّ في كل مناسبة يطلبن تكريم ( بنت الخالة ) وأصبح لقب ( بنت الخالة ) بديل عن اسمها ، حتى الطالبات اذا تحدثن قلن ( بنت الخالة ، دفتر بنت الخالة ، كتاب بنت الخالة ، فسحة بنت الخالة ) .

استمرت الخالة مع ابنتها في المرحلة الابتدائية  وانتقلت بتعاون المديرة معها للمرحلة المتوسطة ثم الثانوية . 

انتقلت للجامعة وبدأ الوهن والتعب وكبر السن على الخالة فأحضرت لها مرافقة ترافقها في الجامعة حتى تخرجت وحصلت على درجة البكالوريوس . 

أصبحت ( بنت الخالة ) معلمة وزوجة وهاهي الآن عضوة في جمعية الإرادة للموهوبين . الآن تلتقي بصديقات الطفولة وبعض معلماتها فتتذكر تلك الأيام الجميلة 

تلك الخالة بكل فخر واعتزاز هي ( أمي ) كلمة دائماَ كانت ترددها لي - شهادتك سلاحك . 

طبتِ أمّاه بجوار ربك هانئة ، وملتقانا جنات الفردوس .