- 1 زيارة
في عام 2018، كان فهد في الحادية والثلاثين من عمره — موظف حكومي، متزوج، وأب لطفلين، فتاة في السابعة وولد في الخامسة.
كانت حياته تسير بهدوء واتزان حتى قرر أن يجري عملية تكميم لتحسين صحته.
لكن بعد شهر واحد فقط، انقلبت حياته رأسًا على عقب.
بدأت المضاعفات الخطيرة تظهر، فلم يعد قادرًا على تناول الطعام أو حتى شرب الماء، وكل ما يحاول إدخاله إلى جوفه يعود مباشرة.
أدى ذلك إلى نقص حاد في الفيتامينات تبعه فقدان النظر والذاكرة والقدرة على المشي.
⸻
🏥 أربع سنوات من التحدي
نُقل فهد إلى مستشفى الحرس الوطني، حيث أمضى هناك أربع سنوات كاملة من التنويم والعلاج.
خلال تلك الفترة، تعاقبت عليه التشخيصات الطبية:
• اعتلال عصبي محيطي
• اعتلال في الدماغ
• تصلب لويحي
• شقيقة مزمنة
• نوبات صرع
خرج من المستشفى مقعدًا على كرسي متحرك، لكن بداخله لم يمت الأمل.
يقول دائمًا لمن حوله:
“الإعاقة ما كانت نهاية… كانت بداية جديدة ونعمة غيرت كل شيء في حياتي.”
⸻
💪 من العجز إلى الإصرار
بعد خروجه من المستشفى، عاش أربع سنوات في المنزل مقعدًا لا يستطيع الحركة، لكنه لم يسمح للعجز أن يحدد نهايته.
بدأ رحلة جديدة نحو التعليم والتطوير الذاتي، وسجّل في جامعة الملك فيصل تخصص إدارة أعمال – موارد بشرية.
واليوم، وبعد كل ما مر به، يقول بثقة وامتنان:
“باقي لي ترمين فقط وأتخرج.”
⸻
🎓 شغف التعلم المستمر
لم يكتفِ بالدراسة الجامعية، بل سعى لتطوير مهاراته الشخصية والمهنية.
خلال السنوات الماضية، حصل على أكثر من 50 دورة تدريبية حضورية في منطقة الرياض، بالتعاون مع:
• إدارة التعليم
• جمعية “قادرون”
• جمعية “شراكة”
أثبت خلالها أن التعلم لا يتوقف عند عمر ولا عند ظرف، وأن الإعاقة لا تُعيق الطموح بل تصقله.
⸻
✨ خلاصة الإلهام
قصة فهد الشمري ليست مجرد تجربة مرضية، بل درس عميق في الصبر والإيمان والإصرار.
من موظف فقد صحته، إلى مقعدٍ لا يتحرك، ثم طالب جامعي يوشك على التخرج، كانت رحلته برهانًا أن الله يهب النور من قلب الظلمة، وأن الأمل لا يُطفأ ما دام في القلب يقين.
“ربّ ضُرّةٍ نافعة… فالإعاقة لم تكسرني، بل عرّفتني على نفسي الحقيقية.”