- 3 زيارات
ابنتي ليان كانت طفولتها مختلفة… ومليئة بالتحديات.
أتذكر جيدًا كيف رفضتها بعض الحضانات لأنهم لم يستطيعوا التواصل معها. في الحي أيضًا لم يكن هناك أطفال يعرفون لغة الإشارة، فكانت تشعر بالعزلة.
لكن ليان لم تستسلم… كانت ترسم كثيرًا، تعبر عن نفسها بالألوان بدلًا من الكلمات. وأنا كأم لم أؤمن يومًا أنها ناقصة، بل كنت أراها فقط مختلفة… مختلفة بشكل جميل.
قررت أن أتعلم لغة الإشارة لأكون أقرب إليها. وسرعان ما رأيت فيها مبدعة حقيقية… تتحدث بيديها، بملامحها، بابتسامتها، أكثر مما يتحدث الآخرون بالكلام.
لحظة التحوّل:
في أحد الأيام حضرت ليان فعالية مدرسية. وقف الجميع يغني النشيد الوطني، بينما ليان واقفة بصمت، تنظر وتحاول أن تفهم. وفي اليوم التالي، فعلت شيئًا غيّر حياتنا…
وقفت أمام المرآة، وتعلمت أداء النشيد بلغة الإشارة. ثم طلبت من معلمتها أن تؤديه في الإذاعة المدرسية.
وافقت المدرسة، وفي طابور الصباح التالي…
وقفت ابنتي أمام المئات، تؤدي “سارعي للمجد والعلياء” بلغة الإشارة. عيناها تلمعان ويديها ترقصان على الإيقاع الصامت. عمّ الصمت للحظات، ثم انفجر الجميع بالتصفيق.
التأثير:
منذ ذلك اليوم أصبحت ليان رمزًا صغيرًا لتمكين الصم في المدارس. أطلقت مبادرة لتعليم لغة الإشارة لزميلاتها، وتم تكريمها من وزارة التعليم كمثال للإبداع والتحدي.
وأنا كأم، كل مرة أراها أقف بفخر… ليان لم تكن مجرد طفلة مختلفة، بل كانت معجزة صغيرة تذكرني أن الإيمان بأبنائنا يصنع المستحيل.