قد يصادف طفلك في مرحلةٍ ما من مسيرته الدراسية زميل له في الفصل يعاني من إعاقة. وفي حين أن الإعاقات الجسدية مرئية للأطفال، إلا أن الإعاقات غير المرئية هي ما تشكل تحديًا عند محاولتهم فهم سبب الاختلاف بينهم وبين زملائهم في الفصل ممن يعانون من صعوبات التعلم، طيف التوحد وغيرها من الإعاقات الغائبة عن النظر.
تنشأ العديد من أساليب معاملة أطفالنا لأقرانهم من ذوي الاحتياجات الخاصة في البيئة الأولى للطفل وهي المنزل. إذ يعتمد سلوكهم عادةً على مراقبة تصرفات والديهم في المواقف المختلفة والتعلم منها، يمكن للوالدين أن يكونوا نموذجًا حيًا للأطفال من خلال تبني سلوكيات إيجابية وتعزيز القيم الإنسانية كاللطف والتعاطف والشمولية في التعامل مع الآخرين. فتمامًا كما تقوم بتوجيه أطفالك عندما يبدأون في تكوين صداقات، يمكنك تشجيعهم أيضًا على التعرف على أصحابهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.
إليك أهم 6 طرق لبناء صداقات بين طفلك وأقرانه من ذوي الاحتياجات الخاصة:
- شجع الفضول
الأطفال فضوليون بطبيعتهم ويمكن تشجيعهم على استكشاف أوجه الاختلاف والشبه بينهم وبين أصدقائهم المحتملين من ذوي الهمم. قم بتشجيع وتحفيز أطفالك على طرح الأسئلة واحرص على مناقشتها والإجابة عليها بشفافية. هذا لا يعلم طفلك أنه من الطبيعي ملاحظة الاختلافات الجسدية فحسب ، بل يعلمه أيضًا أنه لا بأس من التحدث عنها.وقد يساعدهم التحدث عن الأشياء المشتركة بينهم وبين زملاء الدراسة من ذوي الاحتياجات الخاصة ، مثل ، “هل كلاكما لديه أعين؟” “هل يملك كلاكما شعر؟” أو حتى ، “هل تعتقد أن الصبي / الفتاة الصغيرة لديها مشاعر؟” على تقبل الطرف الآخر والتعاطف معه.
- علم طفلك المبادرة
حث أطفالك على الابتسام وإلقاء ا التحية، بدلًا من إخبارهم “بعدم التحديق”. شجعهم على القيام بذلك دون توقع رد – طمئنهم أن هذا لا يعني أن مبادرتهم بالتواصل كانت غير ملحوظة أو لم تكن موضع ترحيب. قد تعني مجرد الإيماءة الكثير للطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي غالبًا ما يتم تجاهله عن غير قصد من قبل الأشخاص الأصحاء ، في جهودهم ليكونوا مهذبين.
- شجع طفلك على الاحتواء والتقبل
تحدث إلى أطفالك بصورة دائمة عن أصدقائهم في المدرسة. الأطفال صرحاء بطبيعتهم ويحب معظمهم مشاركة ما يعرفونه عن أصدقائهم ، مما قد يعطيك فكرة عما إذا كان أي من أصدقائهم يعاني من إعاقة. إذا كان طفلك يرغب في الحصول على موعد للعب مع طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ، شجعه على ذلك ووجه دعوة إلى والديه – مثل هذه التفاعلات هي ما تبني صداقات مزدهرة.
- اتخذ موقفًا صارمًا ضد التنمر
يعد التنمر في المدارس من أكثر الظواهر شيوعًا، وغالبًا ما يقع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ضحية هذا التنمر ويتحملون العبء الأكبر منه. ففي بعض الأحيان ، كل ما يتطلبه الأمر لردع التنمر هو أن يقف شخص في وجه هذه الأفعال. اتخذ موقفًا ضد التنمر من خلال تشجيع طفلك على محاربته بأن يكون شخصًا أفضل – وصديقًا أفضل.
- كن قدوة لأطفالك
يراقب الأطفال جميع تحركات والديهم ويقلدونهم في كل أفعالهم على أمل أن يغدوا مثلهم يومًا ما. وهذا يجعل لتصرفك بشكل محرج أو عصبي في ظل وجود أطفال من ذوي الإعاقة تأثير على سلوك طفلك ويدفعه إلى التصرف بالمثل. وعلى العكس، فإن التعامل بشكل إيجابي ومحب مع طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ، سيجعل منك قدوة حسنة لأطفالك.
- أبقِ الأمور بسيطة
لا تبالغ في تعقيد الأمور باستخدام مصطلحات غامضة أو وصفية للغاية. حاول استخدام لغة واضحة ومحترمة عند الحديث عن شخص من ذوي الإعاقة. ينبغي أن يحرص الوالدين على مراعاة عمر الطفل عند تفسير الأمور من هذا النوع، والتطرق إلى المواضيع التي لا يتم التحدث عنها عادةً خارج المنزل. اجعل التفسيرات بسيطة ، مثل ، “إنها تستخدم كرسيًا متحركًا لأن جزءًا من جسدها لا يعمل بأقصى إمكانياته”.