طفل على كرسي متحرك

الشلل الدماغي هو مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على قدرة الشخص على الحركة والحفاظ على التوازن والوضعية الصحيحة. ويعد من أكثر أنواع الإعاقة الحركية شيوعا في مرحلة الطفولة.

يعد العلاج الوظيفي جزءًا لا يتجزأ من برنامج العلاج الشامل لمريض الشلل الدماغي فهو يساعد الأطفال المصابين بالشلل الدماغي على:

١- تنمية وتطوير المهارات اللازمة لأداء أنشطة الحياة اليومية.

٢- تعزيز الاستقلالية والنمو الصحي وتحسين جودة الحياة بشكل عام.

٣- وبما أن الأطفال المصابين بالشلل الدماغي يقضون معظم وقتهم على أنواع مختلفة من الكراسي فيجب أن تكون ملائمه لضمان الجلوس الوظيفي الأمثل. مما يساهم في تمكين الطفل للحصول على أقصى درجة وظيفية مستقلة عند تحريك الذراعين واليدين ومنع حدوث أي مضاعفات ثانوية

الهدف من تحديد وضعية الجلوس:

يقوم أخصائي العلاج الوظيفي بتقييم حالة الطفل ومدى إصابته وتحديد وضعية الجلوس المناسبة له وذلك لعدة أهداف منها:

- تقليل تأثيره الغير طبيعي على الجسم (Muscle Tone)

- تسوية التوتر العضلي

- الحفاظ على محاذاة الهيكل العظمي

- منع أي تشوهات في الهيكل العظمي

- توفير قاعدة دعم ثابتة لتعزيز الوظيفة

- تعزيز الراحة والاسترخاء

- تسهيل أنماط الحركة الطبيعية أو التحكم في أنماط الحركة غير الطبيعية

- منع تطور تقرحات الضغط

علاوة على ذلك، فإن الوضعية المناسبة تسهل التواصل البصري والتواصل مع الطفل والتفاعل الاجتماعي.

المبادئ العامة لوضعية جلوس جيدة:

أولا: الراحة

        يجب أن يشعر الطفل بالراحة في وضعية الجلوس. في البداية، قد لا يحب الطفل وضعية الجلوس الجديدة حتى يعتاد عليها لكن من المهم ملاحظة إذا استمر الطفل في إظهار عدم الراحة فربما يحتاج إلى مزيد من التحضير كتخفيف الصلابة وتسوية التوتر العضلي أو بعض التعديلات لوضعية الجلوس.

ثانيا: الاستقرار في وضعية الجلوس

      يجب أن يكون الطفل مستقرا، ولكن غير عالق. بحيث يتمكن الطفل من تجربة نمط حركات أكثر طبيعية وانسيابية. على سبيل المثال الثبات الجيد للجذع أثناء الجلوس يعزز الحركات الانتقائية للأطراف العلوية للعب والكتابة وما إلى ذلك.

من الجدير بالذكر أن الأطفال المصابين بالشلل الدماغي قد يظهرون بمجموعة متنوعة من السمات السريرية المختلفة. أي أن لكل حالة سمات تختلف عن الأخرى وبالتالي فإن الخطة العلاجية قد تختلف من طفل لآخر مع مراعاة المبادئ العامة المذكورة أعلاه.

مثلا إذا كان الطفل عادة في وضع مستقيم أو ممتد بشكل غير طبيعي على الظهر، قد يكون من المفيد أن يكون في وضعية أكثر انثناءاً وتناظراً مما يساعد الطفل على النظر إلى اليدين واستخدامها. صورة (١)

صورة تشرح الوضع المستقيم

بينما إذا كان الطفل في وضع منحني أو مرن بشكل مستمر بشكل غير طبيعي أثناء الجلوس، قد يكون من الأفضل وضعه في وضعية استقامة أو أكثر امتداداً كي يتمكن من استخدام عينه ويده للقيام بمهمة. صورة (٢)

صورةصورةصورة

 

 

 

 

لذلك يجب أن تكون المبادئ العامة المذكورة أعلاه يتم تعديلها وفقًا للمواقف المحددة المفيدة لتعديل / تحسين نمط وضع الطفل وحركته.

معدات وضعية الجلوس المناسبة:

      تُستخدم المعدات لتمكين الطفل المصاب بالشلل الدماغي من الحفاظ على وضعية ثابتة ومتناسقة عند الاستلقاء أو الجلوس أو الوقوف، حتى يتمكن من ممارسة وتطوير المهارات الحركية الإجمالية والدقيقة المكتسبة حديثًا. يعتمد نوع المعدات الموصوفة على عمر الطفل، والنمط المحدد للوضع والحركة، ومرحلة نمو الطفل وما إذا كانت هناك تشوهات أم لا.

من خلال اختيار الكرسي الأساسي المناسب، والمكيّف لاحتياجات الطفل الفردية، يمكن تمكين الطفل من الحفاظ على وضعية جلوس مستقرة ومتناسقة بحيث يمكن للطفل استخدام الأيدي للعب، والتغذية، والتواصل، والتعلم. لذلك يجب أن يتكيف الكرسي بشكل مناسب مع القدرة، مما يضمن التحكم الكافي في وضع الطفل، ولكن في نفس الوقت يجب أن يشجع الطفل على تطوير أكبر قدر ممكن من القدرة على الجلوس بشكل مستقل. 

توفّر الأنواع المختلفة من الكراسي وعربات الأطفال كميات مختلفة من الدعم والثبات، ويعتمد الكرسي الذي يحتاجه طفل معين على قدرات هذا الطفل ومشكلاته. 

كما يجب فحص معدات الطفل كثيرًا (شهريًا على الأقل).

يحتاج معظم الناس عادةً إلى تذكير أنفسهم بالحفاظ على وضعية صحيحة؛ ناهيك عن الأطفال الذين لا يستطيعون الحفاظ على وضعيتهم بمفردهم. لذلك، يحتاجون إلى الملاحظة والتشجيع المستمر لمساعدتهم على الحفاظ على وضعهم اليومي حتى لا يتشوه الجسم ويسبب مشاكل أخرى.

      في الختام، إلى جانب تنمية مهارات الطفل واختيار المعدات المناسبة، يعتبر إرشاد و توعية أسرة المريض من مهام أخصائي العلاج الوظيفي وذلك من أجل تهيئتهم فيما يتعلق برعاية أبناءهم. والتأكد من أنهم وكل من يتعامل مع الطفل سواء من المدرسة أو مقدمي الرعاية الصحية قادرين على استخدام المعدات بأمان.

 

 

المراجع:

  1. Wandel JA (2000) Positioning and Handling. In JW Solomon (Ed) Pediatric Skills for Occupational Therapy Assistants. London: Mosby
  2. Jones M & Gray S (2005) Assistive technology: Positioning and Mobility. In SK Effgen (Ed) Meeting the Physical Therapy Needs of Children. Philadelphia: FA Davis Company.
  3. Finnie NR. Handling the young child with cerebral palsy at home. Elsevier Health Sciences; 1997.
  4. The effect of positioning for children with cerebral palsy on upper-extremity function: a review of the evidence(https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK72582/ )
معلومات الكاتب: ralbaiz

اترك لنا تعليق