المعالجة الحسيّة هي العملية العصبية الطبيعيّة تقوم على أخذ المعلومات من جسم وبيئة الشخص من خلال حواسه ومن ثمّ تنظيم وتوحيد هذه المعلومات في الدماغ واستخدامها لتخطيط وتنفيذ الاستجابات التكيّفيّة للتحديات المختلفة من أجل التعلّم والعمل بسلاسة في الحياة اليومية .
ترتكز المعالجة الحسيّة على التكامل بين عمل الحواس الخمس الرئيسيّة (السمع،البصر، اللمس، الشم والتذوق) بالإضافة إلى الحاسة الدهليزية(التوازن) وحاسّة الإدراك الحسي العميق(العضلات والمفاصل).
وقد أشار الأستاذ منير زكريا في كتابه "بناء الجسور من خلال التكامل الحسّي" أنّ عملية المعالجة الحسية للمعلومات تتمّ من خلال خمسة مراحل تبدأ من التسجيل الحسي وذلك بإدراك الشخص للحدث الحسي ثم يليها التوجيه الحسي الذي يقوم على الانتباه للمعلومات الحسية الواردة وفلترتها أي تحديد أي منها يحتاج انتباهنا وأي منها يمكن تجاهلها وهذا ما يعبر عنه بالقولبة الحسية.
ثمّ تأتي مرحلة الترجمة أي عملية تفسير المعلومات الحسية التي ستسمح لنا بكيفية الرد وهذه العملية تتطلب علاقة تكاملية بين اللغة والذاكرة والمراكز الإنفعالية, ومن ثمّ يتم تنظيم الاستجابة وهي المرحلة قبل الأخيرة من عملية المعالجة الحسية حيث يتم التنظيم لطريقة الاستجابة للرسالة الحسية سواء كانت استجابة حركية أو انفعالية أو ادراكية ليتم بعدها تنفيذ الاستجابة كمرحلة أخيرة في عملية المعالجة الحسية وهي مرحلة الاستجابة الفعلية للرسالة الحسية وتتطلب هذه المرحلة قدرات هامة لتنفيذ الاستجابة الحسية.
ومن هنا قد نستطيع الاستنتاج أن أي اضطراب ناجم عن عدم القدرة على تلقي أو معالجة المعلومات الحسية من أجل الاستجابة على نحو تكيّفي للمثيرات الحسية أو وجود صعوبة في الإدارة والتنظيم والاستجابة للمعلومات التي تأتي من خلال الحواس يعتبر اضطرابًا في المعالجة الحسية.
قد يكون هذا الاضطراب في شكل فرط الحساسية يقوم من خلاله الطفل بتجنب وتفادي والابتعاد عن المدخلات والمثيرات الحسية لأنها مزعجة للغاية أو أن يكون في شكل فرط التحسس يقوم من خلاله الطفل بالبحث عن التحفيز الحسي أي البحث عن مزيد من المدخلات الحسية لتحقيق الإشباع الحسي (السعي الحسّي).
ويجدر بالذكر أن اضطراب المعالجة الحسية ليست اعاقة تعليمية محددة لكن يمكن أن يكون لها تأثيرا كبيرا على التعلّم وأداء مهارات الحياة اليوميّة كما أنّه وحسب ما جاء في كتاب "الطريق لبناء الاستراتيجيات الحسية" للدكتور بهاء الدين جلال أنّ بعض الدراسات تشير إلى أنّ حوالي ٩٠٪ من ذوي اضطراب طيف التوحد لديهم اضطراب بالمعالجة الحسية.
كلمات مفتاحية:
اطفال, تواصل, حسي