التعامل مع المشكلات الجنسية لذوي إضطراب طيف التوحد:
ينشغل آباء وأمهات ذوي اضطراب طيف التوحد بأطفالهم وبناتهم الذين يقفون على أعتاب مرحلة المراهقة، ويحملون هماً محملاً بتساؤلات عدة عن سن البلوغ وطبيعة مرحلة المراهقة والمشاكل السلوكية المرتبطة بها، وكيفية التعامل مع متطلبات الأبناء ومشاعرهم، وكيفية ضبط سلوكياتهم وتصرفاتهم وإرشادهم إلى السلوك الصحيح المقبول والمُرضي وفيما يتعلق بالعلاقات الجنسية مع الجنس الآخر فإن الأفراد المصابون باضطراب طيف التوحد لا يشبهون الأفراد العاديين، إذ إن هناك قلة نادرة منهم لديهم خبرات في هذا الشأن، حيث إن الكثير من أفراد التوحد خلال فترة المراهقة يظلون منهمكين في ذواتهم، ومن ثم فإنهم يبتعدون عن إيجاد علاقات اجتماعية للنمو الاجتماعي عن الجنسين بين الأفراد ذوو اضطراب طيف التوحد. وبينت تجارب الآباء والأمهات مع أبنائهم المصابين باضطراب طيف التوحد في هذه المرحلة أنه ليس لديهم القدرة على ضبط أبنائهم في هذه المرحلة، وهنا تبدأ المعاناة في كيفية ضبطه لأنه أصبح رجلاً ولديه رغبات وانفعالات جديدة لم تكن لديه في السابق. وأيضًا في كيفية قبول المجتمع لهذا الوضع الجديد الذي يمر به المصاب باضطراب طيف التوحد والذي يحرج أهله، خصوصًا عندما تظهر عليه علامات البلوغ والغريزة الجنسية وهل سيتحكم بنفسه أو يستطيع والداه ضبطه (العتيبي، ۲۰۲۰)، وتعتمد الصعوبات والمشكلات الجنسية على مدى التطور الذي حققه المراهق في المرحلة السابقة لسن المراهقة من تدريب وتوجيه، حيث أثبتت عدة دراسات أنه كلما ارتفع أداء المراهق ذوي اضطراب طيف التوحد على المهارات الاجتماعية تنخفض مستوى المشكلات الجنسية الشاذة لديه (أبوحمور، (۲۰۲۱)، كما أن هناك العديد من أساليب التعامل مع المشكلات الجنسية للمراهق المصاب باضطراب طيف التوحد، وذلك كما يشير كل من : شليحي ( ۲۰۱۸ : ۱۵) ; ومحمد (۲۰۱۷ : ۳۸۷) ; والعتيبي ( ۲۰۲۰) ; وسيد (٢٠١٤) ; وأبو حمور (۲۰۲۱) إلى إدراج خدمة التربية الجنسية ضمن خدمات التأهيل الاجتماعي والأكاديمي الذي يقدم لأطفال التوحد، لذلك يجب الإجابة على هذه الأسلة ما هي التربية الجنسية؟ وما هي أهدافها؟ ومن الذي يقوم بها؟ ومتى تبدأ مرحلة التربية الجنسية، بالإضافة إلى تطوير وتنمية المهارات الاجتماعية والسلوك الاجتماعي المقبول للتوحدي المراهق هو أمر يساعد على التخلص من هذا النوع من المشكلات وإيصال معلومة مضمونها أن بعض الأعضاء في جسمه منطقة محرمة على الآخرين، ولا يحق لأحد غيره أن ينظر إليها أو يلمسها، فهي شيء خاص به وتعويده على إغلاق باب الحمام أثناء وجوده فيه، وكذلك إغلاق باب غرفته أثناء خلعه لملابسه فإذا كان متعوداً أن يبول وهو واقف فيمكن إجلاسه مثلاً، ويمكن أن تطرق عليه باب الحمام من وقت لآخر بهدف تشتيت انتباهه ومنعه من أداء حركات غير مرغوبة، وإن كان أصماً فيمكن استخدام المصباح بإضاءته من حين لآخر، وبعد الانتهاء من الاستحمام يجب أن تحرص الأم على تعويده على ارتداء ملابسه الداخلية قبل الخروج منه، بحيث نعطي نموذجاً لهذه العادات ونمارس هذه القاعدة حتى يستوعبها المراهق، كما يجب أن ينام في سرير مستقل، ولا ينام في غرفة الوالدين، والحرص على التحشم من جميع أفراد أسرته داخل المنزل وعدم لباسه للملابس الضيقة أو الملتصقة بجسمه بالإضافة إلى مراقبة المواد التلفزيونية ومحتوى الهاتف الذكي التي قد تقود للتقليد، وشغل وقته عن طريق: (إشراكه في نادي رياضي، إشراكه في بعض الزيارات العائلية، مصاحبته لوالده عند الذهاب للسوبر ماركت ...)، وتكليفه ببعض الأعباء المنزلية مثل: (العمل على توفير الماء في الثلاجة، تجهيز السفرة ...) ، وبناء منهج تعليمي خاص والتعامل مع معلمين مؤهلين للتعامل مع المراهق التوحدي معاملة سليمة. وبالنسبة للفتيات إن أول ما يجب القيام به إشعار الفتاة أن الدورة الشهرية شيء عادي يحدث لكل الفتيات، وإن النقطة الأولى للبدء في تدريب الفتاة في التعامل مع هذه الفترة (أيام الدورة الشهرية هو أن نستفيد من تلك الخصائص التي تتصف بها الفتاة المصابة بالتوحد وهي "التقليد"، بمعنى أن نبدأ العلاج بالتقليد، وتكرار المحاولة مرات ومرات مختلفة قبل مجيء الدورة الشهرية، وهكذا مع بعض النصائح الخفيفة التي تفهمها إلى أن تتعود على هذه العملية وتألفها ولا تخف منها فيجب أن تكون التربية الجنسية للمراهقين ذوي اضطراب طيف التوحد حسب قدرتهم على استيعاب تلك المعلومات، كما يجب تزويدهم بالمعلومات لحمايتهم من التحرش وتدريب الفتيات المراهقات ذوات اضطراب طيف التوحد على طرق الرعاية والنظافة الشخصية خاصة خلال فترة الحيض.
https://sero.journals.ekb.eg/article_218599_a2ed8e3fab414702a17b5c54ae25104c.pdf