التحديات الماثلة والفرص المتاحة للاشخاص ذوي اضطراب التوحد في عالم ما بعد الجائحة

 

في عام 2008، بدأ نفاذ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وبذلك تم التأكيد من جديد على مبدأ أساسي من مبادئ حقوق الإنسان العالمية للجميع. ويتمثل الغرض منها في تعزيز جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة وحمايتها وضمان تمتعهم الكامل بها على قدم المساواة، وتعزيز احترام كرامتهم المتأصلة> وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع يوم 2 نيسان/أبريل بوصفه اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد (القرار 139/62) لتسليط الضوء على الحاجة للمساعدة على تحسين نوعية حياة الذين يعانون من التوحد حتى يتمكنوا من العيش حياة كاملة وذات مغزى كجزء لا يتجزأ من المجتمع ASDحقائق سريعة عن اضطراب التوحد : يبلغ معدل انتشار مرض التوحد في الولايات المتحدة حوالي واحد من بين كل 59 طفلاً، وفقاً لتقرير صادر عن مركز السيطرة على الأمراض لعام 2018.

تم الإبلاغ عن حدوث ASD في جميع المجموعات العرقية والاجتماعية والاقتصادية. ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، يُعتبر اضطراب التوحد أكثر شيوعاً بين الأولاد بحوالي 4 مرات منه لدى الفتيات. تم تشخيص حوالي 1 من كل 6 (17٪) من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-17 عامًا بإعاقة في النمو ، كما أفاد الآباء ، خلال فترة الدراسة من 2009-2018. وشملت هذه التوحد ، واضطراب نقص الانتباه / فرط النشاط ، والعمى ، والشلل الدماغي ، من بين أمور أخرى. يشمل اضطراب طيف التوحدASD) ) مجموعة من اضطرابات النمو العصبي التي تسبب الضعف في مهارات الاتصال والمهارات الاجتماعية.

ويبدأ اضطراب التوحد عموماً في عمر أقل من 3 سنوات ويستمر مدى الحياة، لكن التدخل المبكر يؤدي دوراً في العلاج والتقدم. وتبلغ تكاليف الرعاية الصحية للأطفال الذين يعانون من مرض التوحد وفقاً لبحث نشر في مجلة التوحد واضطرابات النمو، 4 إلى 6 أضعاف تكاليف الرعاية الطبية للأطفال بدون الاضطراب.

ASDحقائق سريعة عن اضطراب التوحد كشفت جائحة كوفيد - 19 عن تفاوتات صارخة في جميع أنحاء العالم، لا سيما في ما يتصل بتوزيع الدخل والثروة، والحصول على الرعاية الصحية، والحماية بموجب القانون، والإدماج السياسي. ولطالما واجه المصابون بالتوحد هذه التفاوتات كثيرا، وفاقمت الجائحة من ذلك. فالمشكلة تفاقمت بسبب ممارسات التوظيف التمييزية المعترف بها منذ فترة طويلة وبيئات العمل التي تمثل عقبات رئيسة للمصابين بالتوحد؛ كل ذلك يسهم في البطالة أو نقص ساعات العمل لأغلبية كبيرة من البالغين الماصبين بالتوحد.

وتقدم أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي اعتمدها قادة العالم في الأمم المتحدة في عام 2015 مخططًا للتصدي للتحديات الرئيسة التي يواجها العالم، بما في ذلك استراتيجيات الحد من أوجه التفاوت التي تعيق ازدهار الناس والكوكب. ويتمثل أحد مقاصد الهدف 8 من أهداف التنمية المستدامة — الذي يتصل بالعمل اللائق والنمو الاقتصادي — في تعزيز العمالة الكاملة والمنتجة والعمل اللائق للجميع، بمن فيهم الأشخاص ذوو الإعاقة.

وتعترف المادة 27 من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة كذلك بحق الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل، على قدم المساواة مع الآخرين"، وضرورة وجود بيئة عمل مفتوحة وشاملة ومتاحة للأشخاص ذوي الإعاقة. ومع سحب بساط العناية بالصحة النفسية والعقلية من تحت أقدام المصابين باضطراباتهما وأمراضهما نحو المليارات من سكان الكوكب المتأثرين بوباء كورونا، وما يعتريه من هلع وقلق بالغين، إضافة إلى قرارات الإغلاق والحظر والعزل، وانهيارات الاقتصاد وغيرها، يجد مرضى التوحد وذووهم ومن وينبه سكرتير عام الأمم المتحدة إلى الخطورة المضاعفة على مرضى التوحد في ظل كورونا، إذ حقوقهم المنصوص عليها في تقرير المصير والاستقلالية والحق في التعليم والعمل والحصول على الرعاية الصحية على قدم المساواة مع الآخرين، "لكن انهيار أنظمة وشبكات الدعم الحيوية نتيحة (كوفيد 19) يفاقم من حجم العقبات التي يواجهها مرضى التوحد في الحصول على هذه الحقوق.

كما يؤدي إلى تراجع حقوقهم". وينبه سكرتير عام الأمم المتحدة إلى أنه يجب عدم التعدي على حقوق الإنسان، بمن في ذلك الأشخاص ذوو الإعاقة، في وقت تفشي الأوبئة، محملاً الحكومات مسؤولية التأكد من أن استجابتها تشمل الأشخاص المصابين بالتوحد. ويقول: "يجب أن لا يواجه المصابون بالتوحد أبداً أي تمييز عند طلب الرعاية الطبية، وأن تستمر قدرتهم في الوصول إلى أنظمة الدعم المطلوبة للبقاء في بيوتهم ومجتمعاتهم المحلية في وقت الأزمة، لا مواجهة احتمال الإيداع القسري في المؤسسات".يرعاهم أنفسهم في وضع صعب هذا اليوم

معلومات الكاتب: hendamustafa

اترك لنا تعليق