العلاج الوظيفي، الشيخوخة، صحة المسنين

ذكرت الهيئة العامة للإحصاء (2017) إلى أن عدد كبار السن في المملكة العربية السُّعُودية (+65 سنة) يمثل (3،23٪) من إجمالي السكان. ويتلقى حوالي (2.1٪) من كبار السن السعوديين خدمات الرعاية المنزلية من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.

 

الشيخوخة المنتجة:

هي قدرة المحافظة على الوظائف الجسدية والذهنية للشخص المُسن، وقدرته على ممارسة أنشطة الحياة اليومية باستقلالية وبدون مساعدة الآخرين، مثل: تناول الطعام وارتداء الملابس والاستحمام والمشي واستخدام دورات المياه، لأطول مدّة عمرية حتى وإن كان بحاجة إلى استخدام أدوات مساعدة للمشي والتنقل، مثل: العصا أو المشاية أو الكرسي المتحرك.

 

أهمية الشيخوخة المنتجة:

١- المحافظة على القدرة الوظيفية خلال مرحلة الشيخوخة واستمرار الاستقلالية في أداء احتياجاتهم اليومية.

٢- التقليل من معدل الوَفِيَّات المبكرة.

٣- رفع الروح المعنوية، وتعزيز شعور التعافي والتكيف والنمو النفسي لدى كبار السن.

٤- زيادة عدد المسنين الذين يتمتعون في جودة حياة عالية وإيجابية ويشاركون في الأنشطة الاجتماعية والثقافية.

٥- تخفيف العبء الاقتصادي، وتكاليف الرعاية الصحية.

العوامل والمشكلات لدى كبار السن: 

هناك العديد من العوامل الاجتماعية والسكانية والنفسية والبيولوجية التي تسهم وتؤثر في الحالة الصحية للمسنين، على سبيل المثال: الفقر، والعزلة الاجتماعية، والاعتماد على الآخرين، وضعف البصر والسمع، واختلال التوازن والتناسق الحركي، وضعف المهارات الإدراكية، والاكتئاب، جميع هذه العوامل تؤثر سلبًا في صحة ونفسية كبار السن.

ويؤدي التراجع في القدرات إلى زيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض التي تتداخل مع قدرتهم على أداء أنشطة الحياة اليومية التي تعزز الاستقلال، ويشعرون بعد ذلك بأنهم غير قادرين على الاستحمام  وتناول الطعام وارتداء الملابس والمشاركة الاجتماعية والطهي والقيادة، مما يتطلب رعاية صحية طويلة الأجل.

لذلك هناك حاجة إلى أنظمة صحية داعمة لكبار السن مثل خِدْمَات الرعاية المنزلية والتي تشمل على العديد من التخصصات الطبية ومنها تخصص العلاج الوظيفي، حيث يمكن لأخصائي العلاج الوظيفي أن يساعد الُمسنين على زيادة استقلاليتهم وتمكينهم من عيش حياة أفضل وأكثر إنتاجية، بواسطة التدخلات التي تحسن من أداء أنشطة الحياة اليومية في بيئة منزل آمنة.

 

 

الطريق إلى شيخوخة صحية ومنتجة مع العلاج الوظيفي:

أشارت العديد من المقالات إلى أن دور العلاج الوظيفي في الرعاية الصحية المنزلية له تأثير إيجابي على المرضى المسنين، في عدة جوانب، منها: النفسية والاجتماعية والاقتصادية.

وإن خدمات العلاج الوظيفي في الرعاية المنزلية كانت فعالة، وأظهرت النتائج تحسنًا في أدائهم لأنشطة الحياة اليومية بما في ذلك الاستحمام وتناول الطعام وارتداء الملابس والتنقل وانخفاض خطر السقوط.

 

حيث أوضحت دراسة أن دور العلاج الوظيفي في الرعاية الصحية المنزلية يسمح لكبار السن تلقي الخِدْمَات العلاجية في محيط منازلهم مما يشعرهم بالراحة وهذا يحسن احترامهم لذاتهم ومشاركتهم الاجتماعية ويقلل من التوتر، وعلاوة على ذلك أن هذه الخدمات تهدف إلى تحقيق أقصى قدر من الاستقلال لكبار السن وضمان السلامة في أنشطة الحياة اليومية. 

 

وخدمات العلاج الوظيفي تمكن الأفراد المصابين بأمراض مزمنة مواصلة الانخراط في أنشطة ذات مغزى، والاضطلاع بأدوار قيمة في الحياة أو الحفاظ عليها، والمشاركة كأعضاء منتجين في المجتمع، وتشجيع المسنين على استخدام استراتيجيات لكيفية التكيف مع التغيير، وبقاءهم نشيطين بدنيًّا واجتماعيًّا، والتواصل مع المجتمع الخارجي، بواسطة تقييم المهارات الفردية، والبيئة المحيطة، وحصر الاهتمامات للمُسن ومحاولة إيجاد أشياء جديدة يستمتع بها وتتناسب مع قدراته وكذلك مع البيئة المحيطة به، وعلى سبيل المثال: العودة لممارسة هِواية سابقة أو تجرِبة هِواية جديدة، اللعب مع الأحفاد، التطوع أو حضور حدث محلي، الانضمام إلى نادي صحي أو اجتماعي، مثل: (مركز الملك سلمان الاجتماعي).

 

دور أخصائي العلاج الوظيفي:

يعمل الأخصائي في تدريبهم على أداء أنشطة الحياة اليومية في بيئتهم الطبيعية داخل المنزل، باستخدام استراتيجيات حفظ الطاقة وتقليل متطلبات الأنشطة، حيث يعد تدريب كبار السن على المهام اليومية في بيئتهم الطبيعية أكثر أمانًا بالنسبة إليهم. 

 

أشارت إحدى الدراسات إلى أن المعالجين المهنيين يركزون على التدخلات التي تعالج قضايا الأداء المهني وتساعد كبار السن على أن يكونوا مستقلين في بيئة منزلية آمنة، ويقدمون استراتيجيات لتعزيز الالتزام بالأدوية ودمج إدارة الأدوية في الروتين اليومي.

 

ختامًا، فإن وجود أخصائي علاج وظيفي في برامج الرعاية الصحية المنزلية مهمة جدًا ومفيدة لكبار السن والقائمين على رعايتهم، وتؤدي إلى تحسين صحتهم ومستوى استقلاليتهم في بيئة آمنة.

 

كلمات مفتاحية: العلاج الوظيفي، الشيخوخة، صحة المسنين
معلومات الكاتب: HajerFaisal

اترك لنا تعليق