المحادثات والتواصل البديل

للناس أهداف من المحادثة، منها الصريحة المتعلِّقة بإنجاز الأمور، ومنها الضمنية المتعلِّقة بالأهداف المعنوية والاجتماعية، وبناءً على هذه الأهداف صُنِّفت المحادثاتُ إلى صنفين:

1. محادثة معاملات وظيفية.

2. محادثة تفاعلية حول الذات.

محادثة معاملات و ظيفية:

وتُجرى هذه المحادثةُ لهدف التعبير عن الحاجات المادية، ونقل وتبادل المعلومات من أجل المساعدة في تحقيق هدف فرد أو جماعة. وتختلف الأهداف الصريحة للمعاملات من طلب وجبةٍ على حسَبِ رغبتك، وشراء شيءٍ ما في متجر، مرورًا بالتخطيط إلى نزهة، إلى الحصول على مُؤهِّل علمي. ويعتمد الحصول على هذه المادِّيَّات المطلوبة ونجاحُ هذا النوع من المحادثة على دقة إرسال المعلومة أو الرسالة خلال التواصل.

 

محادثة تفاعلية حول الذات:

وهي تواصل يهدف إلى التعبير عن المعنويات، وتكوين عَلاقاتٍ اجتماعية أو الحفاظ عليها، والتعبير عن الـهُويَّة الشخصية. وتحقيق هذه الأهداف قد يكون مباشرةً؛ كالسرور بالمحادثة، وترك طابَعٍ إيجابي لدى المستمع، أو يكون على المدى البعيد؛ كتطوير العلاقات الاجتماعية، وبناء الثقة بالنفس.

وهنا قد تكون دقة محتوى المحادثة أقلَّ أهميةً من الجوانب البراغماتية؛ إذ تتطلب المحادثة التفاعلية مهاراتٍ أكثرَ تعقيدًا؛ مثل: السرعة في الرد، والمبادرة.

 

المحادثات بنوعيها لا غنى عنها بين الناس؛ لتحقيق النجاح لجميع الأنشطة تقريبًا؛ ولا سِيَّما في التعلُّم، والتنسيق في العمل، وتكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعية.

 

قديمًا، ركَّز مُطوِّرو وسائل التواصل المعزَّز والبديل جهدَهم على تطوير أجهزة وبرامج تخدم محادثة المعاملات، وبالرغم من نجاح أجهزة التواصل المعزَّز والبديل في تسهيل الوصول إلى محادثة المعاملات للمستخدمين، فإن هذه الأجهزة لا تخدم المحادثات التفاعلية؛ وذلك قد يكون بسبب أن المحادثة التفاعلية تتطلب مهارات براغماتية أكثر تعقيدًا؛ مثل: السرعة في الردود، وتبادل الحديث مع شريك التواصل، وإعطاء تفاصيل حول الموضوع.

 

المستخدم يحتاج جهدًا حركيًّا وذهنيًّا عاليًا، ومِن ثَمَّ فهذا يحتاج إلى الكثير من الوقت.

من الحلول المستخدمة لتسريع المحادثة: تقنية التنبُّؤ بالكلمة، فالمعدَّل الطبيعي للمحادثة تقريبًا هو ١٥٠ كلمةً في الدقيقة، ويقلُّ ١٥ كلمةً في الدقيقة لمستخدمي التواصل المعزَّز والبديل. هذه التقنية تساعد في زيادة سرعة محادثة المعاملات للتعبير عن الاحتياجات المادية، لكنها لا تخدم المحادثات التفاعلية.

إضافةً إلى الاهتمام بالدلائل اللفظية وتركيب الجمل، لا بد لمطوِّري برامج التواصل البديل من الاهتمام أكثرَ بالمهارات البراغماتية للُّغة

معلومات الكاتب: مها الخالدي

اترك لنا تعليق