محاكاة السمع

 

حاسة السمع تعد من أولى الحواس تطورا في حياة الجنين حيث تبدأ بالتكون من الأسبوع السادس عشر من الحمل وتستمر في التطور حتى الشهور الأخيرة. وبعد الولادة، يبدأ الطفل بالاستجابة للأصوات المرتفعة المحيطة به.

وجود مشكلة في الجهاز السمعي لسبب خلقي أو مكتسب قد يؤدي إلى ضعف في السمع أي عدم القدرة على سماع بعض أو جميع الأصوات في إحدى أو كلتا الأذنين. ويعتبر ضعف السمع من المشاكل الصحية الأكثر انتشارا حيث يوجد ما يقارب ١٫٥ بليون شخص حول العالم يعانون من ضعف سمع باختلاف درجات شدته، وهذه الأرقام مرشحة للارتفاع إلى ما يقارب ٥ ٢٫ بليون شخص بحلول عام ٢٠٥٠ ميلادي، وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية (عام ٢٠٢١ م). 

يوجد هناك بعض العلامات التي قد تدل على وجود ضعف سمع ومن أهمها: وجود تأخر لغوي عند الأطفال أو وجود ما يثير قلق الوالدين تجاه التطور السمعي لطفلهم، الطلب من الآخرين رفع مستوى الصوت أو تكرار ما يقال لاسيما في وجود ضوضاء، الانسحاب من المحادثات لصعوبة سماعها، أو الاعتماد على قراءة الشفاه لفهم ما يقال.

لذا في حال وجود أحد هذه العلامات يجب التوجه لأخصائي السمع في أسرع وقت ممكن وذلك ليتمكن من تقييم السمع والتدخل المبكر، حيث أثبتت الدراسات بأن الأشخاص المصابين بضعف سمع يحققون نتائج أفضل عندما يتم التدخل مبكرا. ومن هنا تكمن أهمية برامج المسح السمعي والتي تهدف إلىالتشخيص المبكر لحالات ضعف السمع وتقديم الحلول المناسبة والتي من شأنها الحد من الاثار السلبية لضعف السمع على جوانب الحياة المختلفة ومن أهمها الجوانب الاجتماعية والعاطفية والنفسية وكذلك التحصيل الأكاديمي.

 ومن أهم برامج المسح المبكر التي يتم تطبيقها بالمملكة العربية السعودية برنامج فحص السمع للمواليد والذي يهدف إلى فحص سمع جميع المواليد قبل خروجهم من المستشفى، وتحويل من لم يجتازوا الفحص لعيادة السمعيات ليقوم أخصائي السمع بعمل الفحوصات التقييمية للسمع ومن ثم التدخل المبكر لكل حالة حسب الحاجة. وبالرغم من أهمية هذا البرنامج في اكتشاف الحالات في فترة مبكرة من عمر المولود، فإنه يجب على الوالدين الحرص الدائم على مراجعة اخصائي السمع فور وجود شكوك في مستوى سمع طفلهم حيث قد تطرأ مسببات أخرى لضعف السمع خلال فترة لاحقة من طفولته.

إن أخصائي السمع والمتواجد في أغلب المستشفيات والمراكز هو المعني بتقييم السمع وتقديم التشخيص والحل الأمثل لكل حالة مما قد يسهم في الحد من الآثار السلبية لضعف السمع وتحسين جودة حياة الأشخاص ذوي ضعف السمع.

 

كلمات مفتاحية: علمي
معلومات الكاتب: Noura Alothman

اترك لنا تعليق