أمسك بيدي ..
قالها جارنا المسن لابنه وهو خارج من المنزل , فتأملت الكلمة وعمق معانيها وتذكرت أن ابنه قد اشتكى من فترة لأخي من نوم والده المتقطع وإصابته باكتئاب , فأدركت أنه لابد أن يكون هناك يقظة ووعي لأفراد أسرتنا ولاسيما مع كبار السن فهم يحتاجون فعلاً لمن يأخذ بيدهم ويشد أزرهم يحتاجون لعلاقات دافئة من محيطهم الأسري لكي يستطيعوا تجاوز الصراعات الداخلية التي يمرون بها في هذه المرحلة العمرية .
يحتاجون للكثير من الاهتمام والحنان الغير مشروط فكثير منهم يمر باحتراق نفسي لأنه يعتقد بعد ما كان مصدر قوة أصبح ينتظر المساعدة من أبنائه فيصاب باكتئاب مما يؤثر على جودة النوم لديه فيصبح نومة غير سلس ومتقطع .
وهنا يأتي دور المحيطين به لإخراجه من هذه الحالة ودعمه نفسياً لأن بعض الأمراض النفسية تؤدي إلى لخبطة النوم واضطرابه , مثل القلق والتفكير السلبي والخوف من المجهول , وأنه قد ينام ولا يستيقظ فيعيش انطوائية ووحدة قاتلة ويكون حبيس أفكاره.
ولإخراجه من هذه الحالة لابد من دمجه بالمجتمع الذي يعيش فيه وأن يحرص الجميع للاستماع إليه بقلوبهم قبل عقولهم ,ومساعدته على إحياء روحه بحثه على التقرب إلى الله لتطمئن نفسه والتغاضي عن الفلتات والسقطات التي تحصل منه .
( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً)
ولا يخفى علينا ما للعادات والسلوكيات الصحية من دور مهم في صحة كبار السن والسيطرة على أمراضهم فلابد من مراقبة نومهم, فقد ينامون ساعات مثل الشخص البالغ ولكن بجودة نوم سيئة
فيجب حثهم على ممارسة الرياضة وشرب كوب لبن دافئ قبل النوم , وتجنب أكل الوجبات الدسمة ليلًا, وتجنب شرب الماء بعد السادسة ليلًا لأنه يجعله يستيقظ بكثرة فيسبب له القلق وعدم النوم لفترات طويلة متصلة مما يسبب له الأرق , ويزيد خطر الإصابة بالخرف والوفاة المبكرة وآلام الظهر خصوصا لمن تجاوز الستين عاما .
ويجب الحرص على متابعة أدويتهم وأخذها في وقتها تحت توجيهات الطبيب المختص
بالإضافة إلى مساعدتهم على التقليل من الغفوات وعدم شرب المنبهات كالقهوة والشاي في وقت متأخر.
واخيراً نصيحة .. لكل ابن
لاتشتكي ما يمر به والدك وأنت مكتوف اليدين بل اسعى لمساعدته
وكن محمدياً بأخلاقك واعمل على رد الجميل لهم
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها
إن السفينة لاتجري على اليبس
ونصيحة لي ولك ولكل شخص قد يمر بهذه المرحلة:
( اغتنم شبابك قبل هرمك )
ولكل مسن :
(فخذ ما آتيتك بقوة وكن من الشاكرين )
فلا تسخط لحالك وتعايش مع هذه الفترة بسلام , فراحة النفس تجدها عندما تسلم أمرها لله .
ومن أجمل العبارات التي قيلت في ذلك :
استمتع بالحياة .. وإن كانت مسرحية .