طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة

المقدمة:  

تأثير الخبرات الحركية على تكوين وبناء الدماغ للأطفال المصابين بشلل دماغي

قوة الروابط التشابكية بين الخلايا العصبية في الدماغ تعتمد على مدى التكرار في استخدامها. الروابط التشابكية العصبية التي يتم استخدامها بشكل متكرر تصبح أسرع وأكثر كفاءة، بينما يتم تقليل الروابط التشابكية التي لا يتم استخدامها. وبالتالي، فإن التعرض لتجارب وحركات مختلفة سيؤثر على تكوين وقوة الإشارات العصبية في الجهاز العصبي المركزي. وهذا ما يعرف بـ "التغيرات العصبية المعتمدة على الخبرات".

يعرف الشلل دماغي بتلف غير تقدمي (non progressive) في الجهاز العصبي المركزي للجنين أو الرضيع والذي يؤثر على الحركة والوضعية مما يسبب قيودًا في النشاط . ومع ذلك، فإن التغييرات الثانوية المرتبطة بسوء استخدام العضلات وتوقفها عن العمل تكون تقدمية  ( progressive )

 

التدخلات المبكرة للعلاج الطبيعي

التدخلات المبكرة للعلاج الطبيعي لديها القدرة على مساعدة الطفل على أداء الحركات وتعزيز الروابط التشابكية و تقليل التغييرات الناتجة بسبب الشلل الدماغي في الأنسجة الرخوة مثل تصلب العضلات وتقلصات المفاصل

بدون مثل هذه التدخلات قد لايحصل الطفل المصاب بشلل دماغي على الفرصة لممارسة الحركات الفعالة لتعزيز الروابط العصبية التي تتحكم في هذه الحركات. ونتيجة لذلك، من المحتمل أن يمارس الطفل حركات محدودة وغير فعالة وتستهلك الطاقة وقد تعيق قدرته على الحركة والعمل مع تقدمه في العمر وزيادة حجمه.

تتكون التمارين العلاجية من حركات تكرارية تتضمن استخدامًا هادفًا للأطراف العلوية والسفلية. على الرغم من أنه يجب تكرار الحركات لتقوية الروابط العصبية، إلا أنه يجب تنفيذها في ظروف وسياقات متنوعة بحيث يمكن تحقيق ممارسة متنوعة للحركات التكرارية من خلال أداء الأنشطة في بيئات مختلفة (على سبيل المثال الجلوس على أسطح ناعمة/ صلبة) وأوضاع مختلفة (على سبيل المثال في وضع الوقوف / الجلوس/ الجلوس على الركبتين) و تتركز التمارين العلاجية على تقوية العضلات المسؤولة لتعزيز استقامة الجسم و أداء وظائف المهام اليومية بفعالية.

 

دور أخصائي العلاج الطبيعي

لضمان أقصى قدر من التعلم، يجب أن تكون الحركات التي يؤديها الطفل ذاتية المنشأ، وتسمح بحل المشكلات من أجل تحقيق الهدف ( مثل الحصول على اللعبة ). لذلك، فمن الضروري للغاية أن يتجنب الأخصائيين التدخل المفرط من خلال إمساك الطفل أو دعمه بشكل زائد أثناء أداء المهام. بدلاً من ذلك، يجب على المعالج استخدام تحكم بسيط بأطراف أصابعه، أو استخدام معدات مثل أحزمة الأمان أو الأجهزة ذات العجلات أو حاملات الأحذية.

بالإضافة إلى ذلك، يحتاج المعالج إلى تمكين الطفل من ممارسة الحركة / المهارة المطلوبة بطريقة تشكل تحديًا ولكنها ممكنة بالنظر إلى مستواه البدني والإدراكي وقدراته. يجب أن يكون الطفل قادرًا على تجربة الأخطاء والنجاحات، وأن يكون لديه الدافع لمواصلة محاولة اكتساب المهارة المطلوبة. يجب على المعالج أيضًا السماح للطفل بأداء المهمة في بيئات مختلفة حتى يتمكن الطفل من استخدام المهارة إلى سياقات مختلفة.

معلومات الكاتب: Ahlam

اترك لنا تعليق