التغذية ليست مجرد وسيلة لبناء الجسم، بل هي وقود للعقل والمشاعر أيضًا. بالنسبة للأطفال المصابين بطيف التوحّد، يمكن أن يلعب النظام الغذائي دورًا مؤثرًا في تحسين التركيز، وتنظيم السلوك، والمساعدة على النوم الجيد. فقد وجدت بعض الدراسات أن التغييرات البسيطة في المائدة اليومية قد تُحدث فرقًا ملحوظًا في حياتهم.
لماذا التغذية مهمّة لأطفال التوحّد؟
أطفال التوحّد قد يواجهون تحديات خاصة في الأكل، مثل:
-
انتقائية الطعام: رفض أنواع محددة أو اقتصارهم على أصناف قليلة.
-
مشكلات هضمية: مثل الإمساك أو الانتفاخ أو الحساسية الغذائية.
-
تفاعل سلبي مع بعض المكوّنات: ما قد يؤثر على المزاج أو السلوك.
وهنا تأتي أهمية وضع خطة غذائية متوازنة تلبّي احتياجاتهم الجسدية والعقلية، وتراعي حساسياتهم الخاصة.
أهم العناصر الغذائية الداعمة:
-
الأحماض الدهنية أوميغا-3
موجودة في الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين، وتساعد في دعم الدماغ وتحسين القدرة على التركيز والانتباه.
-
البروتينات
أساسية لنمو العضلات وتطوير وظائف الدماغ، وتوجد في اللحوم البيضاء والحمراء، البيض، والبقوليات.
-
الألياف
تساعد على تحسين الهضم والحد من الإمساك، ويمكن الحصول عليها من الخضروات، الفواكه، والحبوب الكاملة.
-
الفيتامينات والمعادن
مثل الزنك والمغنيسيوم، إضافةً إلى فيتامينات B6 وB12، التي قد تساهم في تنظيم المزاج وتقليل السلوكيات المتكررة.
أطعمة يُفضّل الحذر منها:
-
السكريات المكررة: قد تسبب تقلبات في الطاقة والسلوك.
-
الغلوتين والكازين: بعض الأسر تلاحظ تحسنًا عند استبعادهما، لكن يوصى باستشارة مختص قبل التغيير.
-
المواد المضافة: مثل الملوّنات الصناعية والمواد الحافظة، التي قد يكون لها تأثير سلبي على السلوك.
نصائح للأهل:
-
التدرّج والصبر: التغيير المفاجئ قد يثير رفض الطفل، لذا يُنصح بإدخال التغييرات خطوة بخطوة.
-
جعل الطعام ممتعًا: عبر الأشكال المبهجة، والألوان الزاهية، واللمسات الإبداعية في التقديم.
-
الاستعانة بخبير تغذية: لضمان حصول الطفل على جميع العناصر الغذائية دون نقص.
خاتمة
التغذية ليست علاجًا للتوحّد، لكنها أداة داعمة قوية تساعد في تحسين جودة حياة الطفل. ومع وجبات متوازنة، واهتمام محب، وصبر يومي، يمكننا أن نمنح أطفالنا فرصة أكبر للنمو براحة واستقرار، وأن نقترب خطوة نحو عالم أكثر هدوءًا وتوازنًا لهم.