شخص على كرسي

  كثيرًا ما يتمحور الخطاب الموجه لأصحاب الهمم حول ما يحتاجونه لتجاوز العقبات التي تواجههم، أو من باب تعداد ما يتم توفيره لهم من إمكانيات، أو المهارات التي يحتاجونها لتجاوز نظرة المجتمع الناقصة تجاههم، كل ذلك يخاطبهم بصفتهم ذوي إعاقة وليس بصفتهم أصحاب همم.

  بنظرة محايدة لمعنى الإعاقة يظهر لنا جليًا أنكم يا أصحاب الهمم لستم منهم، المعاق هو من اختار الاستسلام لنقص حتى أعاقه عن التقدم والتطور في حياته والاستفادة المثلى من إمكانياته، فالمدمن معاق باستسلامه للمخدر، والعاطل معاق لاستسلامه للبطالة، والأمي معاق لاستسلامه للجهل، أما أنتم فلا تنتمون لهم، بهممكم بلغتم الآفاق، ونافستم على المراتب الأولى في كافة المجالات، فمنكم الأستاذ الجامعي، ومنكم الرياضي الفائز بالميداليات، ومنكم المهني المحترف، ومنكم الطالب المتفوق، فأين الإعاقة في حياتكم وأين أنتم منها.

 إن الوسائل التي كفلتها لكم الدولة زادها الله رفعة وتمكينا وُضعت لتزيدكم قوة فوق قوتكم، ودفعًا لمواهبكم لتنير سماءنا بالتطور والازدهار، أنتم مثلنا الأعلى في شق عباب البحر المليء بالتحدي حتى تصلون بنا لبر الأمان بإذن الله، من صلابتكم نستمد الثقة بالله، ومن اجتهادكم نتعلم الالتزام، ومن ابتساماتكم الجميلة وملامحكم البشوشة تمتلئ قلوبنا بالرضى والسكينة والسعادة والطمأنينة.

     أرجوا أن تقبلوا مني ذلك البوح، فأنا أُشهد الله على حبكم، أنتم منا ونحن منكم، زادكم الله رفعةً في أرواحكم، وسموًا في أخلاقكم،

وجمالًا لقلوبكم، وشكرًا جزيلًا لكم.

كلمات مفتاحية: اعاقة, وصول, تواصل
معلومات الكاتب: hana

اترك لنا تعليق